mardi 3 juin 2014 | By: bacchus

أراك طروبا

أراك طروبا


رائعة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

أراك طروبا والها كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم

أصابك سهم أم رميت بنظرة
فما هذه الا سجية من رمي

أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجيّة مغرمِ

على شاطئ الوادي نظرت حمامة
فطالت عليّ حسرتي وتندميِ

خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي

أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفم ِ

أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم مُنعّم ِ

وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها
إذا وضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
فلا مقصدي ألا تجودي وتنعمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حلّ لها دمي

وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا أني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رُباها بأسهم ِ

لها حكم لقمـان وصـورة يوسـف
ونغـمـه داود وعـفـه مـريـم ِ

ولي حزن يعقوب ووحشـه يونـس
وآلام أيـــوب وحـســرة آدم ِ

ولو لم يمس الأرض فاضل شَعْرِها
لما جاز عندي في التراب التيممِ

ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة
لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم ِ

ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء
بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم ِ


بكيت على من زين الحسن وجههـا
وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي

مدنيـة الألحـاظ مكيـة الحشـى
هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم ِ

وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا
بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم ِ

أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا
إشـارة محـزون ِ ولــم تتكـلـم ِ

فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا
وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم ِ

فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا
لعانقتهـا بيـن الحطيـم ِ وزمـزم ِ

وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـة ً
براقـة ًبالكـف ِوالـخـدِ والـفـم ِ

ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا
وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم ِ

ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا
مخضبـه تحكـي عصـارة عنـدم ِ

فقلت خضبت الكف بعـدي، هكـذا
يكـون جـزاء المستهـام ِ المتيـم ِ

فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى
مقاله من فـي القـول لـم يتبـرم ِ

وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ
فلا تكُ بالبهتان ِ والـزور ظالمي

ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً
وقد كنت كفي في الحياة ومعصمـي

بكيت دما يـوم النـوى، فمسحتـهُ

بكفي فاحمرت بناني من دمي