lundi 7 novembre 2016 | By: bacchus


قيل:" الشاعر من أنت في شعره" بل نحن في شعر الهادي القمري شاعر الحبّ والقول محمول على الاعتقاد لا الظنّ وهل أشرف ممن عشق الوطن فاشتعل وجدا وغيرة عليه؟

نَحْنُ شَعْبٌ  سَاذِجٌ

أَطْلِقْ شِرَاعَكَ كُنْ رَقِيقًا مُؤْنِسَــا
أَوْ كُنْ كِتَابًا لاَ يُدَانِيهِ الأسَى
أطْلِقْ شِرَاعَكَ فِي شِرَاعٍ مُرْبِكٍ
ذَاكَ الـمَدَى أَوْ سَحَابًا نَوْرَسَا



سَارِعْ إلَيْكَ وَلاَ تَكُنْ مِثْلَ الذِّي
خَانَ الْبِلاَدَ وَبَعْدَ ذَاكَ تَسَيَّسَا
سَارِعْ إِلَيْكَ فَفِي الْبِلاَدِ زَعَانِفٌ
بَاعُوا البِلاَدَ وَحَوَّلُوهَا مُومِسَا
سَارِعْ إِلَيْكَ وَكُنْ بِبَابِكَ وَاقِفًــــا
لاَ رَاكِعًا بَلْ فَلْتُذَكِّرْ مَنْ نَــــسَــى:
أنَّ العُرُوبَةَ نِصْفُ شَعْبٍ ثَائِـــرٍ
أَمَّا البَقِيَّةُ فَالـمَــرَارَةُ وَالأَسَــى..
سَارَعْ إِلَيْكَ فَفِي العُرُوبَةِ قَدْ غَدَا
ابْنُ الدَّعَارَةِ حَـاكِمًا أَوْ فَارِسَا..!


هَوِّنْ عَلَيْكَ وَمَا عَلَيْكَ إِذَا اقْتَضَى
أنْ لاَ تُسَارِعَ فَالزَّمَانُ إِذَا قَسَا :
قَدْ يُصْبِحُ المَعْتُوهُ أَفْصَحَ شَاعِرٍ
مُتَمَرِّغًــــا فِي الإِثْـمِ حِينَ تَقَدَّسَا
وَالعَالِمُ النِّحْرِيرُ صَارَ مُشَرَّدًا
"وَالخَائِنُ الدَّيُّوثُ صَارَ مُدَرِّسَا"
وَالكَاذِبُ القَوَّادُ أصْبَحَ  ثَائِرًا
وَغَدَا وَزِيرًا نَــافِذًا مُتَمَرِّسَـــا


كَذَبُوا عَلَيْنَا، نَحْنُ شَعْبٌ  سَاذِجٌ
آالشَّعْبُ يَبْقَى تَائِهًا أَمْ مُفْلِسَا؟
كَذَبُوا عَلَيْنَا، بَعْدَمَا ثُرْنَا وَلَــــمْ
أَبَدًا لَعَمْرِي لَمْ نُطَارِدْ مَنْ  كَسَا
الطَّالِبَ المَلْهُوفَ طَوْقًا نَاسِفًا
بَدَلَ الْكِتَابِ وَنَاوَلُوهُ مُسَدَّسَا
نَهَبُوا الْبِلاَدَ وَكَمْ تَوَرَّطَ سَارِقٌ
مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ نَصَّبُوهُ حَارِسَــــا


كَمْ مـِنْ فَتَاةٍ دَنَّسُوهَا قَدْ غَدَتْ
رَغْمَ العَفَافِ كَفِيفَةً أَوْ عَانِسَــا
حَتَّى الدَّوَاعِشُ أَثْخَنُوا أَكْبَادَنَا
وَالبَعْضُ آزَرَ كٰلَّ وَحْشٍ عَــابِـسَـــا


وَالمَجْلِسُ الشَّعْبِيُّ جَفْنُهُ نَـــائِمٌ
مَنْ ذَا يُحَاوِرُ فِي المَجَالِسِ نَاعِسَا؟
مَنْ ذَا يُعَاتِبُ قَاضِيًا لَوْ يَرْتَشِي؟
وَيُزَوِّرُ الأَحْكَامَ حَرْبًا دَاحِسَـــــا
وَيُطَلِّــــــــقُ الأَزْوَاجَ لَكِـــنْ رُبَّــمَا
يُغْرِي وَيَظْلِمُ أَيَّ شَخْصٍ مُفْلِسَا
بَلَدِي، وَقَوْمِي، كُلُّنَـا فِي مَأزَقٍ...
حُرِقَ الْكِتَابُ وَقَدْ نَسِينَا الفَهْرَسَا


أنْظُرْ فَأَكْدَاسُ النِّفَايَاتِ احْتَوَتْ
عَلَمَ الْبِلاَدِ عَلَى المَشَارِفِ نُكِّسَــا
أُنْظُرْ لَعَلَّكَ فِي المَدَارِسِ قَدْ تَرَى
حُزْنَ البَرَاءَةِ فِي المَحَاجِرِ عَسْعَسَا
أُنْظُرْ لَعَلَّكَ قَدْ تُحَـطِّمُ حَـاجِــــزًا
بَيْنِي وَبَيْنَكَ بَيْنَ كَيْفِي أَوْ عَسَى..


أُنْظُرْ لَعَلَّكَ قَدْ تُطَهِّرُ مَـا أَرَى :
مِحْرَابَ شَيْخٍ ضَيِّقًا وَمُدَنَّسَا
أُنْظُرْ لَعَلَّكَ قَدْ تُغَيِّــرُ دَهْشَتِي
وَتَشُدُّ أَزْرِي فِي صَبَاحٍ أَوْ مَسَا
حَتَّى تَعُودَ مَعَ القَصِيدَةِ مَرْكَبًا
أَوْ زَوْرَقًا بَيْنَ الكَوَاكِبِ قَدْ رَسَــا.